أقام المجمع العلميّ في العتبة العبّاسيّة المقدّسة جلسة للحوار الفكريّ والمعرفيّ في جامعة الفرات الأوسط التقنيّة/ النجف؛ لتحصين الطلبة الجامعيّين بنهج الثقلين؛ القرآن الكريم والعترة الطاهرة (عليهم السلام)
.
تُعقَد هذه الجلسات بإشراف معهد القرآن الكريم في النجف الأشرف؛ بهدف توفير مساحة علميّة للطلبة تمكّنهم من بناء فهم صحيح ومتكامل للقرآن الكريم ونهج أهل البيت (عليهم السلام)
.
حاضر في هذه الجلسة الشيخ عمّار الجبوريّ، وكانت محاضرته بعنوان: العقل والحكم الشرعيّ، تناول خلالها تساؤلًا شائعًا بين الكثير من المسلمين حول سبب تحريم بعض الأمور في الشريعة الإسلاميّة
.
وأوضح الجبوريّ أنّ هناك من يتساءل عن جدوى هذه التحريمات، وربما يتجاهلها لعدم اقتناعه العقليّ بها
.
وأشار الجبوري إلى أنّ للعقل مكانةً كبيرة في الإسلام، ولكنّه في الوقت ذاته ليس المرجع النهائيّ في كلّ الأمور، فالعقل له حدوده في الشريعة، خاصّةً عندما يتعلّق الأمر بالأحكام الشرعيّة
.
وبيّن أنّ مجال العقل الأساسيّ هو العقائد والأمور العقليّة البحتة التي تخضع للتفكّر والتأمّل، وبعد التدقيق يصل العقل إلى الإيمان بالإسلام كدين شامل
.
وأكّد الجبوريّ أنّه عندما يتعلّق الأمر بالأحكام الشرعيّة، فإنّ العقل لا دور له، ففي هذه الأحكام يجب على المسلم أن يُظهر التسليم والطاعة لأوامر الله تعالى ونواهيه، سواء فهم الحكمة أو العلة وراء التحريم أم لا
.
وأوضح أنّ العبوديّة الحقّة لله تعالى تتطلّب من المسلم أن ينقاد لأحكام الشريعة دون نقاش؛ لأن تلك الأحكام تأتي من مصدر إلهي يتجاوز قدرة العقل البشريّ على الفهم الكامل في كلّ الأوقات
.
أعقب المحاضرة حوار مفتوح شهد تفاعلًا مميّزًا بين الطلبة والمحاضر، وأُثيرت خلاله العديد من التساؤلات المطروحة على الساحة الفكريّة، وجرى توضيح أهم المرتكزات العقائديّة من خلال هذه المناقشات
.
يُذكر أنّ جلسات الحوار الفكريّ تُقام في جامعات النجف الأشرف وجامعة القادسيّة ضمن المشروع القرآنيّ في الجامعات العراقيّة في دورته الخامسة للعام الدراسيّ (2024-2025م)
.