تُمثّل جلسات الحوار الفكريّ التي يُقيمها المجمع العلميّ للعتبة العبّاسيّة المقدّسة أسبوعيًّا في مختلف الجامعات العراقيّة الطريق الأقوم لحياة إسلاميّة متكاملة
.
تأتي هذه الجلسات ضمن مشروع قرآنيّ شامل بإشراف معهد القرآن الكريم في النجف الأشرف، وأقيمت هذا الأسبوع في جامعة الفرات الأوسط التقنيّة - الكوفة، تحت عنوان التأسّي بالنبيّ الأعظم محمّد وآله (صلوات الله عليهم أجمعين) قولًا وفعلًا
.
تناول المحاضر في الجلسة الشيخ أسامة الفضليّ في محاضرته أهمّيّة التأسّي بسيرة النبيّ الأعظم وأهل بيته الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) في حياة المؤمنين، مشيرًا إلى أنّ الاقتداء بهم لا يقتصر على المستوى الظاهريّ أو الشكليّ فحسب، بل يتعدّى ذلك ليشمل القيم والمبادئ التي تجسّدت في حياتهم وأقوالهم وأفعالهم
.
مُبيّنًا أنّ النبيّ وأهل بيته (عليهم السلام) جسّدوا أعلى درجات الأخلاق، من الصدق والأمانة إلى التواضع والعطف على المحتاج، داعيًا الحضور إلى استلهام هذه القيم والعمل على تطبيقها في حياتهم اليوميّة
.
كما أوضح المحاضر أنّ التأسّي الفعليّ بالنبيّ وأهل بيته (عليهم السلام) يعني محاكاة سلوكهم في مواجهة التحدّيات، والتمسّك بالحقّ، والدفاع عن المبادئ الإسلاميّة السمحة في كلّ موقف
.
وأكّد أنّ هذا التأسّي يجب أن يكون قائمًا على فهم عميق لتعاليمهم وأدوارهم الإصلاحيّة، بحيث ينعكس إيجابًا على الفرد والمجتمع
.
وفي ختام كلمته، حثّ المحاضر الشباب الحاضرين على عدم الاكتفاء بمعرفة سيرة النبيّ وأهل بيته (عليهم السلام) كتاريخٍ يُروى، بل عليهم العمل على جعل هذه السيرة أنموذجًا حيًّا في كلّ تعاملاتهم وأهدافهم، موضّحًا أنّ الأمّة التي تقتدي فعلًا بأخلاق النبيّ وأهل بيته ستكون في مقدّمة الأمم، ترفل بالعزّة والكرامة والرفعة
.
أعقب المحاضرة حوار مفتوح تميّز بتفاعل كبير من الطلبة الذين أثاروا أسئلة متعدّدة حول قضايا فكريّة معاصرة، إذ جرى توضيح المرتكزات العقائديّة وتفسيرها بما يتناسب مع واقع المجتمع الحالي، ممّا أضاف بُعدًا تعليميًّا لها
.
يُذكر أنّ جلسات الحوار الفكريّ تُعقد في جامعات النجف الأشرف وجامعة القادسيّة أسبوعيًّا ضمن الدورة الخامسة للمشروع القرآنيّ في الجامعات العراقيّة للعام الدراسيّ (2024-2025م)
.